ترجمة خاصة - شبكة قدس| يهاجم رئيس أركان جيش الاحتلال السابق غادي أيزنكوت الخط السياسي الذي يتبناه كل من إيتمار بن غبير وبتسلئيل سموتريتش، فمن وجهة نظره هذه ليست رؤية سياسية مرتبطة بالأفكار التي تنظر لها الصهيونية الدينية، وإنما أفكار متطرفة لا تمت للواقع بصلة.
ويرى أيزنكوت أن هناك من ينسب هذه الأفكار زورا بالصهيونية الدينية، ولكن هذه ليست الصهيونية الدينية من وجهة نظره، لأن هذه الأفكار ستؤدي بإسرائيل إلى انقسام اجتماعي عميق وإلى حرب استنزاف متعددة الجبهات وإلى تهميش دولي.
ويضيف أن هؤلاء، يقصد سموتريتش وبن غبير، يسعون لاستعادة الاستيطان في غزة، ولدولة ثنائية القومية في الضفة الغربية، وللحفاظ على الصراع المستمر في لبنان، وبالتوازي مع ذلك يتخذ نتنياهو قرارات جزئية في كل مجال ويحاول كسب الوقت.
أما عن قانون فيلدشتاين الذي يسمح لضباط في الاستخبارات نقل معلومات لرئيس الوزراء بدون الطريقة المنتظمة والبيروقراطية السابقة، يقول إن "هذا جنون مطلق وضياع كامل للطريق. هذا القانون، الذي قدمه ميلفيسكي وعمير هاليفي، سيسمح لأي جندي في الشاباك، أو موظف في الخدمة أو مؤسسة، بنقل معلومات استخباراتية إلى رئيس الوزراء ووزراء المجلس الوزاري المصغر. من قرر ذلك لا يحرق فقط الأسطول، بل يحرق أيضاً التفوق الاستخباراتي لإسرائيل". م
ويستهجن أيزنكوت طرح مشروع القانون المذكور، فيقول "لرئيس الوزراء الصلاحيات للوصول لكل المواد. مساعده الاستخباراتي لديه تصريح للدخول إلى جميع القواعد البيانية، ولا يحتاج إلى أي خدمة من أحد. هذا القانون هدفه ببساطة إرسال رسالة إلى فلدشتاين بأنهم يهتمون به. ومن أجل ذلك يحرقون تفوقنا الاستخباراتي".
ويضيف: "هل نتنياهو لا يفهم هذا؟ يفهم ذلك تماماً. هل هو فعلاً يريد تدمير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي؟ بالأمس تحدثت عن ذلك في الكنيست. كنت سكرتيراً عسكرياً قبل 25 عاماً، كنت رئيس أركان. من دون التفوق الاستخباراتي، ليس لدينا قدرة في المنطقة. ليس لدينا ما نبحث عنه هنا. ما يعطينا اليوم القدرة على التوفيق هو التفوق الاستخباراتي. وهم يحرقونه. لا يوجد مبرر لذلك".
ويتابع أيزنكوت: "آمل أن يعارض آفي ديختر ويوآف غالانت ونير بركات مشروع قانون تسريب وثائق. ألا يوافقوا على تدمير التفوق الاستخباراتي الذي بُني منذ أيام قسم العرب في "بالماخ". هنا شخص قرر أن يعمي إسرائيل ويضر بقدراتها. كيف أرى ديختر يصوت لصالح شيء كهذا، حيث يمكن لأي شخص في الشاباك أخذ مادة سرية. لا أصدق أن ذلك سيحدث. لا أصدق. هذا فقدان الثقة في الناس. هناك حد لعدد المرات التي يمكن أن يكون فيها الناس فاشلين أو دمى.
في اليوم التالي للمقابلة، تم التصويت. ديختر وبركات صوّتا "نعم للقانون". كان أيزنكوت مضطرباً: يصوت آفي ديختر، رئيس الشاباك السابق، لصالح إلحاق ضرر كبير بتفوق الاستخبارات الإسرائيلية في المستقبل، وجميع أعضاء الكنيست العرب يعارضون هذا الضرر. ربما لم يفت الأوان أبداً لتعلم شيء جديد عن سياستنا. إذا مرّ هذا القانون، ستكون ضربة قاصمة لقدرتنا على الحفاظ على السرية. وأنا، في سن 64 ونصف، تعلمت شيئاً جديداً عن السخرية في السياسة الإسرائيلية.
وحول سؤال ما إذا كان نتنياهويعرف عما فعله فلدشتاين وأوريخ (مهربو الوثائق السرية للصحافة الألمانية)، يقول أيزنكوت: اسمع، رونين بار (رئيس الشاباك) شاب شجاع، لكنني متأكد أنه لو تم التعمق أكثر، لكانوا وصلوا إلى نتنياهو. أوريخ هو نتنياهو. نحن نعرف نتنياهو. رئيس وزراء إسرائيل ليس رئيس الولايات المتحدة، وليس القائد الأعلى. ذكرناه بذلك في المجلس الوزاري المصغر، المسؤولية هي مسؤوليتنا جميعاً معاً، وليست مسؤوليتك وحدك.
وحول توجه الائتلاف الحكومي لدى الاحتلال لإقالة المستشارة القانونية للحكومة، يوضح أن "شلومو كارعي نشر اليوم رسالة مع توقيع 13 وزيرا يدعون لإقالتها. اسمع، جالي بهاراف ميارا جلست بجانبي في المجلس الوزاري المصغر. أظهرت شجاعة كبيرة في مواقفها. هي ذات مواقف ثابتة جداً. لم تمنعنا من شيء. كانت جزيرة من الاستقرار. لا أفهم ما الذي يريدونه منها. آمل أن لا يكون غدعون ساعر دمية وأن يظل ثابتاً ولا يسمح لهم بتفكيك الدولة. هؤلاء الأشخاص ليس لديهم حدود. أمس تحدثت مع بعض أعضاء الكنيست من الليكود بالخصوص.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا